انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الخوف عند الاطفال ..

    avatar
    عديم الشوق


    عدد المساهمات : 38
    تاريخ التسجيل : 18/03/2011

    الخوف عند الاطفال .. Empty الخوف عند الاطفال ..

    مُساهمة من طرف عديم الشوق الأحد مارس 20, 2011 4:11 pm

    ...!! الخوف عند الاطفال !!...


    يؤكد الباحثون أن ظاهرة خوف الأطفال تتكون منذ بداية المرحلة الأولى من حياتهم، وقد تزداد بزيادة أعمارهم اذ تكثر تجاربهم التي قد تسبّب لهم القلق والتوتر في الحياة.

    تبدأ تجربة الطفل مع الخوف حين تستهل مداركه في التعرّف على ما يدور حوله. وقد يصاب بعض الأطفال بـ"الفوبيا" أو ظاهرة الخوف من الظلام أو من بعض الحشرات أو الحيوانات التي قد يصادفها في الأماكن المظلمة أو من الأضواء الخافتة. ومن المعلوم أن استمرار "الفوبيا" لدى الطفل يجعله خائفاً دائماً من وضع معين أو من صوت مخيف أو من مشهد قد يخيفه حتى إذا كان خارج المنزل.
    في هذا الاطار،يشرح أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة الدكتور يسري عبد المحسن "أن أسباب عدة مسؤولة عن خوف الطفل ومن بينها موت أحد أفراد أسرته أو ايداعه بمفرده أو فقدانه أدوات تسليته أو الذهاب الى الطبيب "، مضيفاً أن "الطفل يخشى من استنتاجاته لبعض الملاحظات ، علماً أن مصدر هذه الاستنتاجات هو حديث الوالدين". ويردف أن "هذه المظاهر قد لا تستمر طويلاً، وهي تعبير عن اضطراب مؤقت، الا أن استمرارها لأيام عدة وازديادها يعتبر مرضاً يحتاج الى العلاج النفسي والعلاج الأسري أيضاً ".

    ظاهرة طبيعية؟؟؟

    ويقول الدكتور عبد المحسن " إن الخوف ظاهرة طبيعية لدى الأطفال (الخوف من الظلام أو الزحام أو الأصوات المرتفعة الضجيج)، ولكن هذه الظواهر المخيفة لا بدّ أن تكون مؤقتة، وفي مراحل قصيرة من عمر الطفل، وتكون شائعة وعامة عند معظمهم. ومثل هذه الحالات لا يجوز اعتبارها حالات مرضية ولا يجب محاولة علاجها أو التعرض لها".
    عدم الإحساس بالثقة
    وترجع أسباب خوف الطفل إلى عوامل كثيرة أهمها عدم الإحساس بالثقة بالنفس وعدم القدرة على الاعتماد على النفس في الأشياء البسيطة التي يستطيع الطفل أن يقوم بها بسبب التوتر الأسري وكثرة الخلافات بين الوالدين، وعدم إحساس الطفل بالطمأنينة والأمان مع شعوره بالخوف المستمر الذي يظهر على هيئة صمت وعزلة. فهو لا يقوم بأي نوع من الرياضة أو الترفيه وقد تبدو عليه النزعة العدوانية في ضرب إخوته أو قتل الحيوانات الصغيرة.
    وفي هذا المجال، يكمن مفتاح العلاج لحالات الخوف في تعزيز إحساس الطفل بالثقة بالنفس مع مزيد من الحب والعطف والحنان ومحاولة مشاركته في ألعابه والالتصاق به للمساعدة دون التوبيخ أو العقاب.

    الخوف في حياة كل منّا

    في المقابل، يقول أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة حلوان الدكتور محمد حسن غانم: " نحن لا نولد والخوف في داخلنا، اذ أن الخوف وليد الأشياء الغريبة المكتسبة من البيئة التي لم يألفها الفرد"، لافتاً الى أنه "في حياة كل منّا خوف من شيء ما قد ندركه أو لا نعرف أسبابه، ومخاوف المرأة تختلف عن مخاوف الرجل".ويضيف "إن الخوف من الظلام كثيراً ما يصاب به الكبار قبل الصغار، ولكن المشكلة تكمن في انتقال هذا الخوف من الآباء إلى الأبناء أو تهديد الأولاد بأشياء مخيفة قد تتواجد حوله".
    ويشدّد الدكتور غانم على ضرورة عدم لجوء الأهل الى أساليب تهديدية خاطئة كالقول له "ان الأشباح والعفاريت سوف تظهر له في الظلام إذا لم يتوقف عن إثارة الشغب"، لأن هذه الاخيرة من شأنها أن تثير خياله وتقيّد حركته.
    ويذكر أنه "من الضروري عدم لجوء الأم إلى تخويف الطفل أو المبالغة في وصف الاشياء بل توضيح الضرر من الأشياء التي قد تؤذيه فعلاً، ومن الضروري أن نمنع الأطفال من مشاهدة أفلام العنف والرعب وأن نشرح لهم أن ذلك مجرد تمثيل وليس حقيقة ونكشف لهم عن الخدع التي تستخدم في تصوير المشاهد فيتحول الخوف إلى مجرد نكتة بسيطة قد تحمي الطفل بدلاً من تأسيس جدران من الخوف قد تظهر عليه حالة من التبلّد الوجداني فيقدم على تقليد ما رآه ويطبّقه على زملائه ".

    الكوابيس

    ويرى استشاري الطب النفسي والأعصاب وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية الدكتور فكري عبد العزيز أن "الطفل يمرّ بـ 3 مراحل عمرية هي :مرحلة الرضاعة، وتبدأ من الميلاد حتى سن عامين، ثم مرحلة الطفولة المبكرة من سن عامين حتى 6 سنوات، ثم مرحلة الطفولة المتأخرة (المرحلة المدرسية) من سن 6 سنوات حتى 12 سنة"، مشيراً الى أنه "خلال هذه المراحل يكتسب مدركات جديدة تصاحب النمو الانفعالي والعقلي الذي يؤثر على سلوكه الإنساني فإذا حدث اضطراب في هذه المراحل فإنه يؤدي إلى نكسات تظهر في صور عديدة مثل الخوف الشديد والكوابيس والانزعاج الليلي واللوازم العصبية ونكوص الخبرات التي اكتسبها، ويحدث هذا نتيجة للحرمان والقهر والقسوة والتفكك الأسري أو التدليل والحماية الزائدة أو التفرقة بين الأبناء في المعاملة والمقارنة غير الإنسانية من الوالدين لأبنائهم مثل (فلان أفضل منك- فلان أذكى منك)".
    ويشرح بالقول : " إن الخوف غريزة إنسانية تساعد الأطفال على الحذر والابتعاد عن المخاطر، ولكن تجسيم بعض العوارض تزيد من الآلام النفسية لدى الطفل ما يولد مخاوف ورهبة لديه" .
    والجدير بالذكر أن هناك الخوف الطبيعي كالخوف من النفس والذات وهو موروث لأجل حماية النفس، وهناك الخوف المرضي المكتسب من الأسرة والمحيطين بالطفل. وقد تظهر بعض الأعراض النفسية التي تصاحب حالات الخوف والتي تغير الصورة الإكلينيكية مثل حمرة الوجه والتبوّل اللاإرادي.
    ومن الضروري أن يبتعد الاهل عن مناقشة المشاكل الأسرية بعيداً عن الأطفال وعدم الإفراط في الحماية والتدليل والبعد عن أساليب القهر والإهانة والتفرقة بين الأبناء.

    الأم هي السبب؟؟؟

    تشكو الأم جبن طفلها وخوفه دون أن تدري أن طبيعة العلاقة بينها وبين زوجها قد تكون السبب، فالطفل قد يتصور أنه غير مرغوب فيه عبر تفسيره لبعض الكلمات التي يتبادلها الوالدان أثناء مشاجرتهما.
    وفي هذا الاطار، يوضح أستاذ علم نفس الأطفال الدكتور أحمد محمود أن "الطفل الذي يسمع كلمات مثل "لو لم يكن هذا الطفل لتركتك" أو "عندما ولد جاءت المشاكل والفقر" يخاف وتسلب شخصيته، علماً أن الأمراض النفسية التي يصاب بها الصغار يكون مصدرها عدم الأمان الأسري وكثرة المشاكل بين الوالدين أو إغداق الحنان من طرف للتأثير على الطفل لكسبه لجانبه على حساب الطرف الآخر لتصفية الحسابات التي من الخطأ إقحام الأبناء فيها".
    ويتمثل علاج الخوف بالحنان والحياة في أسرة مستقرة وضرورة الابتعاد عن العقاب البدني، فالقلق والخوف في الطفولة يتقاربان كثيراً اذ لا يمكن التفرقة بينهما لأن حداثة سن الطفل الصغير وعدم فهمه ما يدور حوله يجعلانه لا يفرق بشكل محدد بين ما هو خطر داخلي وما هو خارجي.

    نصائح

    يقدم خبراء علم النفس بعض النصائح للأهل لتخطّي مشكلة خوف الاطفال:
    1 ـ لا تسخروا من تصرّفات الأطفال إزاء خوفهم من شيء ما حتى لاتزيدوا نسبة قلقهم وخوفهم، إذ غالباً ما يلجأ الطفل لاخفاء مشاعر الخوف التي تسبب له الحرج وتعرّضه لسخرية الآخرين.
    2 ـ على الأهل الاستماع لمشاكل الطفل بصبر وتفهّم ومنحه الثقة اللازمة في محاولة لطمأنته ودعمه لمواجهة المخاوف والتغلّب عليها بدلاً من النقد والسخرية.
    3 ـ قد يتصرّف الآباء بطريقة تناقض نفسها في محاولتهم للسيطرة على سعادة طفلهما كأن يحاولون إخافته من بعض الأمور أو الأشخاص وبعدها يشعرون بالقلق حيال خوف الطفل بشكل عام. لذا، على الأهل التنبه منذ البداية لخطورة هذا الأسلوب في التنبيه ليجنّبوا أطفالهم آثارها السيئة في ما بعد.
    4 ـ لابدّ أن يتصرف الكبار كقدوة للصغار حتى في مسألة الخوف، فإذا رأى في محيطه من لا يخافون من الحيوانات على سبيل المثال فانه سيحذو حذوهم.
    وهنا يجب على الأهل أن يعودوا الطفل على حب هذه الحيوانات الأليفة بان يقتربوا منها ويلمسوها ليقلّدهم الطفل مع تشجيعه على تكرار المحاولة بدلاً من توبيخه على فشله.
    5 ـ يجب أن يعلم الأهل أن الاهتمام بالطفل والحرص عليه أمر ضروري على ألا نبالغ في إظهار الشعور بالقلق عليه.






      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 7:04 pm